احصائيات

عدد إدراجاتك: 9

عدد المشاهدات: 1,622

عدد التعليقات المنشورة: 0

عدد التعليقات غير المنشورة: 0

دفتري.كوم
تصفح صور دفتري تصفح اقتباسات دفتري تسجيل / دخول






Articles

ماهي الحرية ؟

الأحد - الثامن من حزيران - عام 2006

في الرصيف القريب من ثالث منعطف الذي يقودك لمنزل إبن الجيران المقابل لمنزلنا كنت جالسًا هناك أفكر . كان جل تفكيري وإهتمامي منصبًا نحو موضوع الحرية ، لم أتوقف أبدًا عن الحديث عنها ، كان تفكيري مشوشًا ، في كل مرة كنت أناقش فيها أحدهم عن الحرية كان الجميع يتسحب ، أو بالأصح يهرب جزعًا من الأسئلة ، لكن ألم يعو بأن الأسئلة لا تموت في صدورنا ؟

"إطلع برا" كان الجواب العظيم للسؤال الهزيل الذي نطقت به أمام معلم التاريخ الأجنبي في الثانوية ، حينما تحدث عن إنجازات ملوك الدولة السعودية الثانية ، وعندما أحرجته نظرات الطلاب شرع بالتحدث باللغة الإنجليزية ، كان من الواضح أنه يخشى الخوض في جدال سياسي من الممكن أن يحمله من مهنة التعليم إلى خروج نهائي والعودة إلى بلده الذي يعاني من أزمات أيضًا .

ما كان ينبغي أبدًا أن يخفى معنى كلمة "الحرية" على طفل صغير مثلي آنذاك ، إعتبرتها شتيمة ، نعم شتيمة بالغة وحانقة أيضًا ! وإلا فما إستهلكت كلمة مكونة من أربع حروف هزيلة كل هذا الضجيج !
يقول باكونين : "رأينا الحرية مرة واحدة فقط ، عندما سرنا في جنازة لدفنها" يالله ، نحن نمارس شعور باكونين على الدوام ، وإني لأجزم أنك كقارئ لهذه التدوينة إنتابك شعور مفاجئ بالنقص ، أنا أتفهم لا تقلق !

ربما نيلسون مانديلا بمقولته الشهيرة : "العبيد فقط يطلبون الحرية . الأحرار يصنعونها" لم يعي ضرر مقولته الشنيعة .
آلالاف المحتاجين للحرية إستغنوا عنها بعدما سمعوا مقولته ، لكنهم فوجئوا بوصفهم أحرارًا أنهم لم يصنعوا أي حرية ، بل تصّنعوها ، أحيانًا أيما قرار يتخذ دونما إستشارتي أشعر بنقصٍ شديد إزاءّ حريتي ، أعلم أنك تظن أني أعلم أنك تظن أن هذا مبالغ فيه ، ومبالغ أيضًا في تركيب الجملة السابقة ، ومبالغ أيضًا في تكرار كلمة الحرية في هذا النص لكني أردت أن أبين شعوري تجاه الحرية فقط ، إطمئن .

لم يكن العلوج أول من أشار للحرية بأصابع من ذهب ، بل حتى الخليفة الثاني الفاروق عمر - رضي الله عنه - قال بحنق وغضب شديد ذات مرة : "متى إستعبدتم الناس ، وقد ولدتهم أمهاتهم أحرارًا" كان عمر يعي حينها أن الحرية لا تتمثل في ديانة أو صنف أو جنس حتى من البشر ، كان يعي أن الإنسان يولد ولا شيء يكسوه سوى الحرية ، كم أردت أن أقول مقولة عمر لمعلم التاريخ ، لولا أني أسرعت الخطى بعدما أشار بإصبعه منبهًا لخروجي من الفصل ، لا أخفيكم أنه يراودني شعورٌ بالغبن كلما إستحضرت كلمة عمر وموقف معلم التاريخ ، هذا لا يهم بالقدر الذي يهمني أن تعرف الغرض من هذا التدوينة ، إعصر دماغك وإكتم نفسك الآن ، نعم الآن .. وإذهب إلى النافذة ، وإبدأ بالصراخ : أنا حر !!
ستسمع أحدهم يصرخ مثلك على بعد أميال ، إبتسم حينها وإشعر بلذة الحرية ، بنشوة الإنتصار ، بالتخلص من العبودية العمياء ، أنت بطل ي عزيزي ، بطل !

يقوم الطفل من الرصيف ، ويسرع إلى منزله بعد حلول المساء .

اضافة تعليق


مسجل في دفتري
نص التعليق
زائر
نص التعليق