أنا أعتذر !

1- أنا أعتذرُ للعالم أولاً ؛ لأني أصبحتُ عالةً عليك مؤخراً !
2- أعتذرُ لأنني بتُ لا مُبالياً مؤخراً بلا مبالاتي الشنيعة ، ولأنني منذ شهرين لم أتقدم خطوة واحدة للأمام !
3- أعتذرُ أيضاً للإعتذار نفسه فقد استخدمتهُ حتى أنهكته !
4- أعتذرُ لذلك البائس الذي قابلته ذات ليلة فهمستُ بأذنه ؛ لم ترى من هذه الدنيا الشيء الكثير سترى منها العجائب ي صديقي !
5- أعتذرُ لأنني حالياً أشعر بضيق شديد ، وحنق عظيم ، فأردتُ أن أعتذر لعلها تزول !
6- أعتذرُ لأن صديقي المسكين يود أن يدخل التاريخ من أوسع أبوابه ، لا يعلمُ أن المستقبل موبوء ب المصاعب !
7- أنا أعتذرُ للمصباح العتيق الذي يحارب الظلام من أجلي ، وللمحمصة وللرصيف الذي يتشارك الهموم معي ، وأعتذر للبنادق والفقراء !
8- أعتذرُ لإن شيخي الجليل علمني في صغري أن الإعتذار ثقافة العظماء ، ولا زالت كلمته عالقة بذهني إلى الآن !
9- أعتذرُ لأن أحدهم أصيب بوسواس قهري الليلة نتيجة تلقيه لعدة شتائم ، سأعتذر له لعله يرضى ، رغم أنه لاشأن لي بالقضية !
10- أعتذرُ لأنني لا أملك سوى الإعتذار ، ولا خيار لي سواه !

إمبراطور الصين ، وجون كانيدي - رئيس الولايات المتحدة الأسبق إعتذرو لشعوبهم على الهواء مباشرة ، كان ذلك من الأمور الأساسية التي دفعتني لأعتذر بطريقة أو بأخرى !

بالمناسبة ؛ فنُ الإعتذار يدرس في جامعة أكسفورد البريطانية النبيلة من ضمن أساسيات كتابة الأدب الإنجليزي البحت ، هذا ما قالهُ لي إبن الجيران المثقف ، لا يهم ذلك بالقدر الذي أعتذر له لأنني أوهمته بأنني مثقفٌ مثله ، إنطلت عليه تلك الحيلة بطريقة برجوازية بحتة للغاية !

أخيراً أعتذر للقارئ الذي أضعتُ من وقته الثمين دقيقتين وثلاثين ثانية ، ذلك الوقت الذي أمضيته في قرأءة هذا الهراء كان بإمكانك أن تستغله بالفوز بأولمبياد المارثون للجري ل100 متر ، أو بقراءة صفحتين لرواية لكافكا ، أو أن تستمع لموجز الأخبار المحلية ، على العموم أنا أعتذر ، إلى اللقاء !